يصعب الجزم بهوية المنتخب الأوفر حظاً لحصد لقب بطولة كأس الأمم الآسيوية التي انتهت جولتها الأولى، إذ أن جميع منتخبات الصف الأول في القارة الصفراء لا تعيش في أفضل حالاتها، ولعل نتائجها في نهائيات كأس العالم الأخيرة في البرازيل أكبر دليل على ذلك.
لكن، ورغم تراجع مستويات تلك المنتخبات، فإنها تظل المرشحة الأكبر للتتويج بالكأس الآسيوية، وفوز منتخب ليس من الرباعي (اليابان، كوريا الجنوبية، إيران، أستراليا) وبدرجة أقل السعودية، سيكون مفاجأة كبيرة، عطفاً على الفرق الشاسع بين مستوياتها والمنتخبات الأخرى في القارة.
وبعد نهاية الجولة الأولى، يتضح أن المنتخب الياباني هو الأكثر اقناعاً مع أستراليا، بعد فوزه على فلسطين بأربعة أهداف نظيفة، وكذلك بالنظر لعوامل عديدة تميّزه عن غيره، مثل ترسانة النجوم التي يضمها المنتخب الأزرق، بالإضافة للخبرة الواسعة التي يتمتع بها لاعبيه، لا سيما أنهم حصدوا لقب النسخة الأخيرة التي أقيمت في قطر قبل أربع سنوات.
صحيح أن أمور كثيرة تغيرت بين 2011 و2014، لكن شخصية المنتخب الياباني لم تتغير، والثقة التي تميز عناصره لا زالت حاضرة، وإذا كانت أسماء لامعة تألقت في قطر قبل أربع سنوات تغيب عنه الآن، فإن أسماء أخرى بزغ نجمها في السنوات الأخيرة، وباتت من الأفضل على المستوى الآسيوي.
ويبرز في التشكيلة اليابانية نجم ميلان الإيطالي كيسوكي هوندا الذي يعيد إلى الأذهان الأسطورة هيدوتوشي ناكاتا، كما يقود خط الهجوم النجم سينجي كاجاوا العائد للبروز مع بروسيا دورتموند الألماني، وبين هوندا وكاجاوا ثمة أسماء أخرى لا تقل توهّجاً.
ويعوّل المكسيكي خافيير أجيري مدرب اليابان في البطولة على لاعبين آخرين لا غنى عنهم مثل يوتو ناجاموتو لاعب انتر ميلان الإيطالي وشينجي أوكازاكي لاعب ماينتز الألماني والقائد ماكاتو هاسيبي لاعب اينتراخت فرانكفورت الألماني وهيروشي كيوتاكي لاعب هانوفر الألماني وغيرهم.
لم يخض المنتخب الياباني التصفيات باعتباره حامل لقب النسخة الأخيرة، لكنه ضرب بقوة في المباريات الودية التي خاضها مؤخراً وحقق انتصارات مهمة، فتفوق على منافسه المفترض في البطولة المنتخب الأسترالي، في آخر لقاءاته الودية قبل انطلاق البطولة الآسيوية.
كما اكتسح هندوراس بستة أهداف نظيفة، وفاز على جامايكا وقبرص وكوستاريكا وزامبيا، وتعادل مع فنزويلا، لكنه سقط أمام الأوروجواي بهدفين نظيفين، ومني بخسارة قاسية أمام البرازيل، في أسوأ مباراة له خلال رحلة الإعداد لكأس آسيا.
ويتسلح اليابانيون بتاريخهم الحافل في البطولة، فهم أصحاب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب برصيد أربع ألقاب أعوام 1992 و2000 و2004 و2011، كما أنهم شاركوا في النهائيات سبع مرات أعوام 1988 و1992 و1996 و2000 و2004 و2007 و2011.
وتمثل هذه الأرقام عاملاً آخر يصب في مصلحة اليابان خلال نسخة أستراليا الحالية، فالملاحظ أن الألقاب اليابانية الأربعة جاءت خلال السنوات الأخيرة من عمر البطولة، لتؤكد هيمنة "الساموراي" على البطولة منذ اللقب الأول عام 1992، وحصد أربعة من آخر ستة كؤوس.
ولعل ما يزيد من تفاؤل اليابانيين بقدرة منتخبهم على التألق في البطولة هو وقوعه في مجموعة سهلة نسبياً، فالمنتخبات الثلاثة التي ترافقه في المجموعة الرابعة أضعف منه بكثير، وهي جميعها عربية بالمناسبة.
وبعد أن استهل المنتخب الياباني مشاركته في البطولة بفوز عريض على نظيره الفلسطيني الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى في تاريخه، سيواجه في اللقاء الثاني المنتخب العراقي يوم الجمعة المقبل، وبطبيعة الحال الترشيحات تصب في صالحه في ظل تراجع مستوى "أسود الرافدين" في السنوات الأخيرة.
فيما سيكون اللقاء الثالث في الدور الأول أمام المنتخب الأردني في العشرين من الشهر ذاته، وكذلك الحال قد لا يجد اليابانيون صعوبة كبيرة بالفوز عطفاً على المستوى المتواضع لـ"النشامى" خلال رحلة الإعداد للبطولة، وبعد المستوى المتواضع الذي أظهروه أمام العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق