قصة لحظات-بقلم لينا سالم


قصة لحظات
بقلم/لينا سالم

كانت منهمكة في عملها وهي تمارس يومها بشكل اعتيادي وهي تضحك مع هذا وتبتسم لتلك من الأصدقاء .. حين جاءها الخبر بشكل غير مباشر.
كانت قد انفصلت عنه ولم تستطع نسيانه .. ابتعدت عنه بعينيها ولم تفارقه بروحها
لكنها سايرت الوضع ورضيت بالأمر الواقع ،
وقع على مسامعها في تلك الحظة انه بدء البحث عن شريكة حياته وبات يسأل الأصدقاء ليجدو له (العروس المناسبة)
تسمرت في مكانها .. لم تقوى ع الحراك .. فهاجمها الحنين وخضعت له مع سقوط دماعتها التي شقت طريقها بين وجنتيها بحرارة ، لم تتمكن من المجاملة وتصنع الابتسامة أكثر من ذلك ..
فسرعان ما وجدت نفسها حاملة لحقيبتها ، تمشي في الطرقات على غير هدى ..
تنظر بين الوجوه محاولة وجاهدة إيجاد تلك العينين اللتين لطالما إصابتاها بالارق ..
أرادت معاتبته .. على هجره .. على جرحه .. على جفاؤه لها
على استغلاله لطيبتها حتى أنه خطط من البدء بأن يسلبها كل شي .. ثم يتركها ليبحث عن (عروس مناسبة).
هي التي تفانت في عشقه قدمت له كل أيامها واحلامها ، قدمت له قلبها وروحها ، كانت تتمنى لو يقف بوجه شخص واحد فقط وليس العالم من أجلها ،
كانت تود سؤاله لماذا فعل بها كل مافعل بعدما منحته كل ذلك الحب ..؟
ألم تكن تستحق أن تكون تلك "المنشودة" التي يبحث عنها. .؟؟
أسئلة .. أسئلة كثيرة رمتها خلف جدار الصمت ، توقفت بعد أن انهكتها مواصلة المشي لتجد نفسها أمام المقهى الذي احتوى اغلب ذكرياتها معه ..
فقررت الجلوس .. طلبت مايروي عطشها وأخذت تتطلع من حولها ..
واذا بها تجده جالسا على إحدى طاولات المقهى مع أصحابه ..
لم تندهش لرؤيته في البدء لأن صورته كانت ملؤ جفنيها ، فلم تستبعد أن يكون من نسج خيالها نظرت إليه بعمق .. دققت بوجهه الصاخب وملامحه الجذابة وابتسامته التي لطالما احيتها من بعد موتها ..
فأدركت بأنه كان حقيقة ، هو بلحمه ودمه كان جالسا أمامها ...
فجأة تبدلت تلك الثورة العارمة القائمة في صدرها التي كانت تبعث ضجيجا مزعجا يبعدها عن كل ما حولها تبدلت لتصبح زقزقة عصافير وصوت هدير ماء ، صوت عذب حملها إلى أجمل ذكريات وانقى لحظات ...
شخصت ببصرها وجدته منهمكا بالتحدث إلى من حوله حتى أنه لم يلحظ وجودها ...
تذكرت أشياء كانت ولازالت بلسما لكل جراحها..
تذكرت لحظات قضتها بين يديه وهي تحاول أن تجد الأمان المزعوم .. تذكرت نظراته وحلو كلامه ودفء انامله ..
فهدأت وارتشفت قليلا من شرابها وهي تتامله أرادت أن تذهب لتلقي عليه السلام فلم تستطع لأنها تذكرت انه بعد الذي حصل بينهما من فراق لا يعطيها الحق حتى بأن تحييه من جديد فلقد ابعدها عنه ، وغربها

فليس من حق الغريبة بأن تلقي التحية ..
وفي تلك اللحظات التي توقف عندها الزمن ، لمحها .. وأخذ ينظر إليها محاولا تصديق الذي يراه ..
فالتقت نظراتهما لثواني باتت كأنها سنين طوال .. لكنها لم تدم
فلم تستطع هي مواجهة تلك العينين أكثر
فقامت من طاولتها لكي تجد نفسها عائدة إلى عالمها لتصطنع الابتسامة من جديد وتحارب نفسها من جديد
فقد كانت وقفة قصيرة في حياتها
جعلتها تدرك الفرق بين
(العذوبة و العذاب)
جعلتها تدرك بل وتجدد الأمل في داخلها .. أمل حملها إلى أعالي السماء ....

اضف تعليقك :

أحدث أقدم