الجزء الاخير
بعنوان :راحلٌ كالحب ...
زينب المشاط
الرحيل ... ذلك الوجع المُشابه لليلةٍ لن يتلوها نهار بإستحالتها .
والراحلون أؤلئك الذين وإن أُجبروا على الرحيل , فما هم بضحايا .... فمن سيذبح هم مَنْ جلسوا في محطات الانتظار.
بعد أن تعودت الغفوةَ على خطوات صمته , صار الالم يتسلل جسدها في كل ليلة , يتخللها بذراعٍ من العبرات تلتفُ حول عنقها , يوهمها الرفض ولكنهُ كان يعذبها على انغام لحنٍ كان لهما .
في كل صباح كانت تفيقُ على تراتيل عينيه تلك التي تشبهُ الوطن بأشتياقيهِ لأبناءٍ نَفوه , اليوم تخشى أن تَفيق فتعلم إن الصباح كفنجان قهوه يفتقر لوجهه , وبصوتٍ مصلوب كأبن مريم , وأقلامٍ مبتوره ككفِ عباس , وبذلك السيل الحبري كدماءٌ سُفكت في بلادي ...
باتت تكتبهُ , تبحثُ عنه في عيون العابرين , تتهامسُ ذكراهُ شوقاً , بذلك اللون الذي تحملهُ بدلات الجنود , وذلك الرصاص الذي يتخلل صدور الوطن ’ بيُتم الطفوله , ودعوة الفجر خجِلاً من دموع الامهات , بدمعةِ شيخٍ مكابره ,
كان يَمرُّ مع كل شيء , عطرهُ يطرق ابوابها ويقتحم نوافذ شرفتها , يتخلل الاثواب , يرتمي على سرير الذاكرة , بإغراء عشق يجذبها نحوه , وبلهفةِ شوقٍ يقودها خلفه , تُلامسها النسمات كأن اناملهُ تترك اثراً على جسدها ... على اشياءها , تُمسك بيديهِ كخيط فجر .
ساعاتُ يُتمٍ , وقتٌ متأخر من الضعف , يزورها عشقاً , أيغلقُ العشق ابواب شرفتهِ؟؟ أيقتُل الكلمات بالصوت؟؟ أيطلق الرصاصة الاخيره على ظلال الراحلين؟
العشقُ يغتالنا ... يغتال الراحلين ... يغتال من كان ينتظر في المحطات الاخيره بسيفٍ من الشوق فيختم القصيدة بدماء الحروف الشهيده .
إرسال تعليق