مقصلة المدربين في خليجي 22 !!!
يبدو ان بطولات الخليج وعلى مدار تاريخها تكاد تكون مكاناً وسوقاً كبيراً لتداول بضائع المدربين بل وان هذه البطولة قد شهدت الكثير من الاقالات والاستقالات خلال النسخ السابقة منها ، حيث تواجد فيها اسماء تدريبية لامعة وعلى طراز عال .
ويكاد يجزم الكثيرون ان اي مدرب لا يمكن له الصمود في هذه البطولة مهما كان اسمه ووزنه وتاريخه والدليل ان كبار المدربين العالميين الذين اشرفوا على تدريب المنتخبات الخليجية (نصبت) لهم مقاصل الاقالات وتم ابعادهم شر ابعاد بعد (النكسات والخيبات) التي تعرضت لها هذه المنتخبات !!!
وتواصلاً مع هذه الظاهرة اضيفت بطولة خليجي 22 نفسها الى البطولات السابقة حيث اعلنت انضمامها الى بطولات شهدت اقالة المدربين من مناصبهم وكان اول الضحايا في هذه البطولة هو المدرب العراقي عدنان حمد الذي تم الاستغناء عن خدماته بعد مباراتين فقط خلال البطولة تعادل في واحدة امام اليمن وخسر امام السعودية لتشكل تلك الاقالة ردود افعال غاضبة تجاه الاتحاد البحريني الذي لم يعطي الوقت الكاف لحمد في التدريب .
عدنان حمد الذي لم يعرف طيلة مشواره التدريبي الذي يمتد لعشرين عاماً معنى شيء اسمه (اقالة) فكان الخبر وقع الصدمة عليه اذا لم يصدق القرار وامتنع عن التصريحات ، لكنه ظهر فيما بعد متهما جهة فوق الاتحاد البحريني لكرة القدم باتخاذ هذا القرار الغريب !!!
اقالة حمد لن تكون الوحيدة بكل تاكيد حيث ان الدور قد يأتي بلا شك على البرازيلي فييرا مدرب المنتخب الكويتي الذي طعن (بخنجر عماني) قوامه خماسية ضربت العين والرأس واحدث ثورة من الغضب العارم تجاهه ، كما ان (حبل الاقالة) او (الاجبار على الاستقالة) قد يلتف ايضا حول مدرب منتخبنا الوطني حكيم شاكر الذي اصبح وجوده (غير مرغوبا به) لا جماهيريا ولا اعلاميا بعد ان اضحى العراق في المركز الثامن خلال البطولة التي تعتبر اسوء مشاركة له في بطولات الخليج بعد ان كان سيداً لها خلال السنوات الماضية.
اما المدرب الاخر فهو الاسباني لوبيز مدرب المنتخب السعودي الذي ظهر في بداية البطولة وكانه يشعر تماما ان بطولة خليجي 22 ستكون نهاية عقده مع المنتخب السعودي الا ان وصوله الى المباراة النهائية للبطولة ربما يشفع له بالاستمرار فترة اطول الا اذا ما خسر في النهائي وفقد اللقب فربما سترتفع الاصوات مجدداً باقالته من منصبه والجميع يعرف ماذا لو (انتفض) الاعلام السعودي بوجه اي مدرب فيتحقق له ما يريد برمشة عين !!!
على جهة اخرى ارتفعت اسهم المدربين الجزائري جمال بلماضي مدرب قطر والاماراتي مهدي علي ومدرب المنتخب العماني لوغوين والمدرب التشيكي للمنتخب اليمني سكوب الذي حضر الى البطولة دون ان يكون له محل من (الاعراب) امام مدربين مشهورين لهم باع طويل وسمعة كبيرة ، سكوب الذي يعتبر صاحب اقل اجراً بين المدربين حيث يتقاضى عقداً قيمته 240 الف دولار اصبح له بعد البطولة هالة اعلامية وجماهيرية كبيرة وحديث الصحف والقنوات الفضائية وربما سيجد له مكاناً افضل من اليمن بعد ان ابدت الكثير من الاندية الخليجية والعربية رغبتها بالتعاقد معه .
اذن لابد علينا ان تتولد لدينا القناعة ان اي مدرب مهما كان اسمه وسمعته وتاريخه وانجازاته فانه سيصطدم بحاجز بمقصلة الاقالة والدليل ما شاهدناه في هذه البطولة والبطولات السابقة ، فلا امان مع الاتحادات الخليجية التي تبحث دائما عن النتائج ، وترغب بالوصول الى الانجاز باسرع طريقة ممكنة ، في حين (يلهث) بعض المدربين الى الموافقة منذ البداية دون ان يعرف ان البطولة ستكون (وبالاً) عليه ونهاية مأساوية له ولتاريخه التدريبي .
إرسال تعليق